ماهي العلاجـات والاستراتيجيات الناشئة لمرض السيلياك؟

هنا نستعرض معكم بحثًا علميًا يعطينا فهمًا شاملًا لاضطرابات الغلوتين واستراتيجيات ناشئة لإدارتها، بالتركيز على ثلاثة جوانب رئيسية: النظام الغذائي الخالي من الغلوتين، مدى الالتزام به، والنهج العلاجية البديلة المستقبلية. بالإضافة إلى تسليط الضوء على أحدث التطورات في علاج مرض السيلياك والاضطرابات المرتبطة بالغلوتين.

ماهي العلاجـات والاستراتيجيات الناشئة لمرض السيلياك؟
حساسية الغلوتين


اضطرابات الغلوتين، بما في ذلك مرض السيلياك (CD)، حساسية القمح (WA)، وحساسية الغلوتين غير السيلياك (NCGS) تمثل تحديًا صحيًا متزايدًا عالميًا. النظام الغذائي الخالي من الغلوتين (GFD) هو العلاج الأساسي لهذه الاضطرابات، ولكن الالتزام به يمثل تحديًا كبيرًا، فقد يعاني الشخص من العزلة الاجتماعية، خطر تلوث الغلوتين، التكاليف المرتفعة، وضعف جودة المنتجات الخالية من الغلوتين. كما قد يؤدي الالتزام طويل المدى لهذا النظام الغذائي إلى نقص المغذيات.

ولتجاوز هذه التحديات، يحاول الباحثون جاهدين استكشاف استراتيجيات جديدة بما في ذلك تطوير منتجات غذائية محسنة ومنتجات دوائية بديلة قد تكمل أو تحل محل النظام الغذائي الخالي من الغلوتين، وأحد أهم الأمور لاستحداثها والتحدي الأكبر هو مراقبة مدى الالتزام بها، لأن أصغر التفاصيل قد تؤثر على فعالية العلاج.

هنا نستعرض معكم بحثًا علميًا يعطينا فهمًا شاملًا لاضطرابات الغلوتين واستراتيجيات ناشئة لإدارتها، بالتركيز على ثلاثة جوانب رئيسية: النظام الغذائي الخالي من الغلوتين، مدى الالتزام به، والنهج العلاجية البديلة المستقبلية. بالإضافة إلى تسليط الضوء على أحدث التطورات في علاج مرض السيلياك والاضطرابات المرتبطة بالغلوتين.

دعونا نلقي نظرة أكثر عمقًا على تصنيف اضطرابات الغلوتين:

  1. مرض السيلياك: يتطلب نظامًا غذائيًا خاليًا من الغلوتين تمامًا.
  2. حساسية القمح: على الأشخاص تجنب القمح، لكن يمكنهم تناول الحبوب الأخرى التي تحتوي على الغلوتين.
  3. حساسية الغلوتين غير السيلياك: يمكن للأفراد تناول كميات صغيرة من الغلوتين دون أعراض.

يُعد مرض السيلياك مرضًا مزمنًا يُسبب تلف الأمعاء الدقيقة عند تناول الغلوتين، وهو بروتين يتواجد في القمح والشعير والشوفان. يتمثل العلاج الرئيسي للسيلياك في اتباع نظام غذائي خالٍ من الغلوتين (GFD)، والذي يُعد العلاج الوحيد المعروف حتى الآن لهذا المرض.

التحديات الغذائية والنفسية:

يواجه المرضى الذين يتبعون نظامًا غذائيًا خاليًا من الغلوتين تحديات غذائية متعددة، بما في ذلك نقص الفيتامينات والمعادن الأساسية والألياف في النظام الغذائي. كما يمكن أن يعاني هؤلاء المرضى من التحديات النفسية والاجتماعية مثل العزلة والقلق والاكتئاب نتيجة لصعوبة العثور على الأطعمة المناسبة والخوف من التعرض للغلوتين وتأثيراته المحتملة. وبالرغم من أن البلدان المتقدمة توفر لبعض المرضى الطعام الخالي من الغلوتين، فإن توزيعها يتفاوت بين المناطق والبلدان.

الحلول والتوصيات:

يجب تقديم الدعم الغذائي والنفسي والاجتماعي للمرضى الذين يتبعون نظامًا غذائيًا خاليًا من الغلوتين من خلال التثقيف حول كيفية اختيار الأطعمة الصحية، توجيههم إلى مراكز الرعاية الصحية المتخصصة، وتقديم الدعم العاطفي والتوجيه النفسي. بالإضافة إلى أن قراءة الوصف الغذائي وفهم تركيبة الأغذية مهارة هامة تمكّن مرضى السلياك من تجنب تناول الغلوتين.

تحسين جودة الأطعمة الخالية من الغلوتين:

يُعتبر دقيق القمح ركيزة أساسية في العديد من الأطعمة بفضل دور الغلوتين في تحديد خصائص العجين. وفي غياب الغلوتين يمثل تحضير الأطعمة الخالية من الغلوتين تحديًا. يُظهر البحث أن تحضير العجائن الخالية من الغلوتين عالية الجودة يتطلب استخدام مكونات بديلة.

تقنيات لتحسين جودة العجائن الخالية من الغلوتين: 

إضافة الألياف الغذائية والغرويات المائية كبدائل للغلوتين تُعتَبَر استراتيجيتين فعالتين لتعزيز خصائص العجائن الخالية من الغلوتين وتحسين حجم الرغيف. بالإضافة إلى ذلك، تقنيات التخمير ببكتيريا حمض اللاكتيك واستخدام الإنزيمات تعزز جودة العجين وتحسن نكهتها.

تحسين محتوى البروتين والبروتينات البديلة:

نظرًا لقلة البروتين في الوجبات الخالية من الغلوتين، يُمكن إضافة بروتينات بديلة مثل البقوليات ونخالة الأرز وفول الصويا لتعزيز الجودة والطعم. ويعد إضافة الإنزيمات خيارًا جيدًا للحماية من هضم المعدة وتقليل الآثار الضارة لتعرض الجسم للغلوتين.

العلاجات المحتملة لمرض السيلياك وتطوراتها:

رغم التطورات في العلاجات المحتملة لمرض السيلياك، يظل النظام الغذائي الخالي من الغلوتين العلاج الأساسي المعترف به. لذا، يتعين مواصلة البحث والتطوير لتحسين جودة وفعالية العلاجات البديلة، ومن الممكن أن يكون تحسين الأعراض عاملاً محفزاً على التمسك بالطعام الموصوف.

التلوث بالغلوتين: ما المقصود به وما هو تأثيره؟ 

تُعرّف الكودكس الغذائي الأوروبي أن المنتج خالٍ من الغلوتين إذا كان يحتوي على أقل من 20 جزءًا في المليون من الغلوتين. ومع ذلك، فإن تحمّل الغلوتين يختلف بشكل كبير بين الأفراد. قام باحثون في إيطاليا بتحليل بعض المنتجات المعتمدة كمنتجات خالية من الغلوتين: كان 87% منها آمنًا، و4.5% تحتوي على غلوتين بين 10 و20 جزء في المليون، و9% كانت ملوثة بوضوح، ومعظم الأطعمة الملوثة كانت تحتوي على الشوفان والحنطة السوداء والعدس. لا يزال أمان الشوفان محل نقاش، وغالبًا ما تنشأ الشكوك حوله من خط الإنتاج. على الرغم من التحديات المرتبطة بمرض السيلياك، فإن هنالك جهود كبيرة تساهم في تحسين نوعية حياة مرضى السيلياك من خلال الالتزام بنظام غذائي خالٍ من الغلوتين، المتابعة الطبية المنتظمة، تحسين جودة وأسعار الأطعمة الخالية من الغلوتين، بالإضافة إلى الأبحاث المستمرة في البحث وتطوير العلاجات البديلة.